الشيخ عبد الله سيف لينكاناوكا

الأحد, 28 آب/أغسطس 2022

الشيخ عبد الله سيف لينكاناوكا- Sheikh Abdallah Seif Ling'anaweka (2020م) العالم المستبصر من تنزانيا، وقد كرّس حياته لترويج مدرسة أهل البيت(ع) في شرق إفريقيا، وخدمة أتباع هذه المدرسة في تنزانيا وموزمبيق. وكان من الأعضاء الرئيسيين في جمعية الشيعة الاثني عشرية في تنزانيا المعروف بـ(T.I.C)، وتولّى رئاستها حتى نهاية عمره. كما كان الشيخ عبد الله سيف أول مبلّغ شيعي في موزامبيق، وانصبّ على ترويج وتبليغ مفاهيم مدرسة أهل البيت(ع) في موزامبيق، وأسس هناك فرعا لمنظمة بلال مسلم مشن.

كان عبد الله سيف من المرتبطين بالمجمع العالمي لأهل البيت(ع)، وكان له علاقات حسنة مع السيد سعيد الأختري، ومن هنا حظي بقبول شعبي عند شيعة الخوجه الاثني عشرية. ويعدّ الشيخ عبد الله لينكاناوكا من أوائل العلماء الشيعة المحليين الذين قضى دراسته الحوزوية خارج تنزانيا.

 

السيرة الذاتية

عبد الله سيف لينكاناوكا والمعروف بالشيخ عبد الله سيف ولد عام 1939م في قرية منان كولة التابعة لميناء لنداي الواقعة في أقصى جنوب تنزانيا. درس العلوم الحوزوية بمدينة دارالسلام عاصمة تنزانيا لعشر سنوات، وبعد ذلك هاجر إلى العراق، ولبنان، وإيران، وبقی في المهجر 11 عاما، ثم عاد إلى تنزانيا.

وفي عام 1990م سافر الشيخ عبد الله إلى موزمبيق لتبليغ مدرسة أهل البيت(ع)، وبعد 12 عاما رجع إلى دار السلام عاصمة تنزانيا.

وألّف مصطفى خطيبو نكونكا كتابا عن حياة الشيخ عبد الله سيف عنوانه (Jasiri Sheikh Abdallah seif LING'ANAWEKA: الشيخ الشجاع عبد الله سيف لينكاناوكا) باللغة السواحيلية.

دراسته

هاجر الشيخ عبد الله سيف إلى مدينة دار السلام عاصمة تنزانيا، ليتعلم العلوم الإسلامية، فكان يعمل طوال النهار في معمل النسج والحياكة، ليحصل على لقمة العيش، وفي الليل يدرس العلوم الدينية. وفي عام 1964م اشترك في دروس السيد أختر الرضوي العالم الشيعي الهندي ومؤسس منظمة بلال مسلم مشن في تنزانيا، فاختار السيد أختر الرضوي عددا من الطلبة التنزانيين ومنهم عبد الله سيف ليبعثهم إلى العراق لإكمال الدراسات الدينية في حوزة النجف العلمية. فذهب الشيخ عبد الله وزملائه بالسفينة إلى مدينة البصرة العراقية، ومن هناك انتقلوا إلى النجف، فاتهمت دولة العراق وقتها مُضيف هولاء الطلبة بالتعاون والتواطئ مع جواسيس إفريقيين، وحكم عليه بالإعدام عام 1969م فمن جرّاء هذه القضية وكذلك الظروف السياسية المتوترة آنذاك في العراق لم يتمكن عبد الله سيف وزملائه من إكمال دراستهم، فبعد أن قام آية الله السيد محسن الحكيم ببعض التنسيق مع الإمام موسى الصدر تمّ نقل هولاء الطلبة إلى لبنان عام 1970م، فواصلوا دراستهم في معهد الدراسات الإسلامية بمدينة صور، والذي كانت إدارتها تحت إشراف الإمام موسى الصدر. وبعد مضيّ فترة هاجر الشيخ عبد الله وزملائه إلى مدينة‌ قم الإيرانية لإكمال دراستهم، فوصلوا مدينة قم عام 1973م وانشغلوا بأخذ العلوم الحوزوية.

عاد الشيخ عبد الله إلى تنزانيا عام 1980م، وتلقى التعليم الكلاسيكي حتى مرحلة المتوسطة بمنهج الدراسة‌ عن بعد، وذلك عن طريق التعليم البريدي البريطاني.

اعتناقه للتشيع

كانت الشرارة الأولى لاعتناق الشيخ عبد الله لمذهب التشيع على يد الشيخ محمد علي انكونكابوري Sheikh MbogaBure)) من علماء الشيعة‌ المحليين، والذي كان من أوائل المروّجين لمذهب الشيعة في تنزانيا، كما كان التعارف بين عبد الله سيف والعلامة السيد سعيد أختر الرضوي بواسطته، وتلقى الشيخ عبد الله عنده بعض الدروس الحوزوية لعدة سنوات.

وقبل رحلته إلى العراق ذهب الشيخ عبد الله إلى مسقط رأسه، فسكان القرية الذين كانوا من أتباع مدرسة أهل السنة هددوه بالقتل بسبب انتمائه إلى الشيعة،‌ لكن جدّه الذي كان من علماء‌ السنة شجّعه لبحث أكثر وفهم أفضل عن الدين.

ومن العوامل التي جذب الشيخ عبد الله لمذهب الشيعة هو أن العلماء الشيعة كانوا يجيبون بانفتاح ورحابة الصدر على أسئلته حول الفرق والمذاهب الإسلامية، من دون أن يطردوا السائل عن أنفسهم، ويعتبروا طرح مثل هذه الأسئلة عملاً لا يتلاءم مع الأخلاق.

أنشطته

الشيخ عبد الله سيف بعد عودته إلى تنزانيا عام 1980م انشغل بتبليغ الإسلام ومدرسة أهل البيت(ع) في مختلف المناطق في تنزانيا، وكان نشاطه تحت إشراف العلامة السيد أختر الرضوي، كما قام بالتدريس في مركز بلال مسلم مشن الذي تم تأسيسه على يد العلامة السيد سعيد أختر وعلماء آخرون من الشيعة. وفي عام 1990م أرسله العلامة أختر الرضوي إلى موزمبيق، فأسّس هناك فرعا لمنظمة بلال مسلم في مدينة نامبولا في شمال البلاد، ولفترة طويلة كان منشغلا بالتبليغ وتدريس العلوم الدينية طبقا لمدرسة أهل البيت(ع).

عندما توفي العلامة السيد أختر الرضوي سنة 2002م عاد عبد الله سيف إلى دار السلام عاصمة تنزانيا، ليعمل كمبلّغ في مؤسسة بلال مسلم مشن. وبعد فترة انفصل عن هذا المركز وواصل نشاطه التبليغي بشكل مستقل في مدينة دار السلام والمناطق الجنوبية في تانزانيا. كما كان يقدم للناس في مسقط رأسه منان كوله خدمات مذهبية واجتماعية، مثل إيصال الماء للمناطق المحتاجة للمياه.

وفاته

توفي الشيخ عبد الله سيف يوم الجمعة 12 سبتمبر 2020م في مدينة دار السلام عن عمر ناهض 81 عاما، ودفن في مسقط رأسه مدينة ليندي. وبمناسبة وفاته بعثت العديد من المؤسسات والشخصيات رسائل تعزية، ومنها اتحاد الجماعات الشيعية للخوجه الاثني عشرية بإفريقيا، وجمعية مسلمي بلال بتنزانيا، كما أصدر المجمع العالمي لأهل البيت(ع) بمناسبة وفاته بيانا جاء فيه: وكان يضيء كشمس مشرقة في منطقة شرق إفريقيا، ويبين معارف الدين الإسلامي ومعارف أهل البيت(ع).

المجمع العالمي لأهل البيت (علیهم السلام)

المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.

أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.

قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.

  • ایران - تهران - بلوارکشاورز - نبش خیابان قدس - پلاک 246
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

اتصل بنا

موضوع
البريد الإلكتروني
الرسالة
8-2=? قانون الضمان