الشيخ الشهيد عبد القادر علي موايا (1950 – 2014م) زعيم الشيعة في أوغندا ومدير مؤسسة أهل البيت (ع). بذل جهودا كثيرة لنشر التشيع وتعاليم أهل البيت (ع) في أوغندا، حيث قام بإنشاء أكثر من سبعين مسجد ومدرسة ومؤسسة دينية؛ وبسبب نشاطاته المتعددة، اشتهر في المنطقة بـ"نَمِر التنمية في أوغندا" ابنه عمار بونغو هو محافظ منطقة بونيا وممثّل رئيس الجمهورية في شؤون شرق إفريقيا، ويعدّ أول شيعي يشغل منصبا حكوميا مهما في شرق إفريقيا.
ولد عبد القادر موايا عام 1950م في قرية كاوولة في منطقة مايوغة في أوغندا، في أسرة فقيرة مكوّنة من عدة أولاد، وكانت أمه تنتمي إلى عائلة أحد علماء أهل السنة البارزين. بدأ الدراسة عند خاله الشيخ إبراهيم سعيد لوومبا، وفي بداية الستينات واصل دراسته في مدرسة ناماكوكو الإسلامية.
علاقته مع الإمام الخميني والسيد القائد الخامنئي
اعتنق مذهب التشيع إثر قيام الثورة الإسلامية الإيرانية، فنُقل عنه أنّه قال: "كنت ولا أزال معجباً بشخصية الإمام الخميني". أیضا نقل عنه أنّه قال في لقائه بالمستشار الثقافي الإيراني في أوغندا: "أنا أتمنى أن ألتقي بالسيد القائد الخامنئي، لكن لحد الان لم أوفق، فأرجوك أن تبلغه مني السلام".
أنشطته الثقافية والتبليغية
هاجر عبد القادر إلى مدينة قم الإيرانية ليواصل دراساته فیها، ثم عاد إلى إفريقيا بعد أن أكمل دراسته، إلا أنه بسبب الظروف السياسية المتأزمة في أوغندا، مثل أزمة الإبادة الجماعية في كامبالا، اضطر أن يقيم لفترة طويلة في كنيا، وأثناء تواجده فيها حصل على شهادة الدكتوراه. وبعد تحسن الظروف السياسية رجع إلى أوغندا، وقام بعدة أنشطة متنوعة، بعضها كما يلي:
شهادته
استشهد هذا العالم الخدوم في 26 ديسمبر سنة 2014م أثناء عودته من مراسم دعاء كميل في منطقة مايوغي ايغانغا، إثر عملية إرهابية، حيث قتل برصاصة اُطلقت من قبل الجماعات التكفيرية، فنقل إلى العاصمة كامبالا، حیث تمّ تشييعه في منطقة بونيا ودفن هناك، وحضر تشییعه العدید من الشخصيات الحكومية والعسكرية، ومنهم وزير الخارجية الأوغندي عثمان كاينغي، وربكا كاداغا أحد المسؤولين الأمنيين، ورئيس الشرطة في منطقة كايهورا، وجمع من العلماء والطلاب، كما ندّد العديد من الشخصيات الحكومية والسياسية والمؤسسات المذهبية حادثة اغتياله، وأعربوا عن مؤاساتهم للطائفة الشيعية في اوغندا عبر رسائل تعزية.
وعبّر بعض الشخصيات السياسية والدينية عن أسفها على هذه الحادثة، فقال ﻭﺯﻳﺮ الخارجية الأﻭﻏﻨﺪي أثناء تشييعه: "ستبقى قلوبنا دائما مع الدكتور عبد القادر"، وأعرب زعيم الأقلية البرلمانية عن دهشته لاغتيال الشیخ عبد القادر، قائلا: "كيف يمكن اغتيال رجل مسالمٍ محترمٍ يتقي الله، ويبذل جهده دائما لتطوير وتقدم البلاد". وقد جاء في رسالة تعزية لممثّل المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في اوغندا الشيخ حسين عوالي: "من جملة نشاطات الشهيد عبد القادر موايا تأسيس موسسة أهل البيت (ع) وإدارتها، وكان للشهيد عبد القادر الدور الرئيسي لنجاح هذه المؤسسة، حيث نشر من خلالها مذهب التشيع في اوغندا، كما تمّ برعايته وباهتمامه إنشاء أكثر من سبعين مسجد ومدرسة للشيعة في اوغندا، وعبر هذا المركز الرسمي تلقّى العديد من الطلبة الدروس الدينية من داخل البلاد وخارجها. وكانت أرض أوغندا شاهدة على تضحيات هذا الشهيد في سبيل نشر مذهب أهل البيت (ع)، وجهاده من أجل إحقاق الحق. وبشهادته فقدَت الشيعة في أوغندا أباهم ومرشدهم، لكننا نؤمن بأن دمه لم يذهب هباءً، بل سیؤدي إلى ازدهار العديد من الورود، كما أنّ استشهاد أمثال هؤلاء سيقوّي من عزيمتنا في سبيل خدمة مدرسة أهل البيت (ع)".
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.