السيد محمد علي عالمي البلخابي (1923 ـ 2021 م)، الملقب بأبي الشهداء من كبار علماء أفغانستان ومجاهديها، وممثل مؤسس الثورة الإسلامية الإمام الخميني (ره) في تلك البلاد. كان له نشاطات تبليغية وثقافية في ولاية سربُل بأفغانستان، وقد ترك لنفسه خدمات خالدة هناك، وتعد إعادة بناء مرقد يحيى بن زيد في أفغانستان، وتأسيس مكتبة، ومستوصف، ومدرسة علمية من نشاطاته الأخرى.
إن هذا العالم المجاهد الشيعي قام ضد النظام الشيوعي في بلده وناضلهم، وذلك من أجل تحرير واستقلال بلده ونشر القيم الإسلامية والإلهية، كما حارب جماعة طالبان التكفيرية، حتى أنه قدم زوجته وأربعة من أولاده شهداء في سبيل ذلك.
وفضلا عن مختلف خدماته الاجتماعية ونشاطاته السياسية، إن هذا العالم الجليل كان يدرس العلوم الدينية، وله فعاليات في البحث والتحقيق، وترك مؤلفات قيمة في مجال الفقه والأصول.
حياته
ولد السيد محمد علي عالمي عام 1923م في بلخاب، إحدى القرى السابقة لولاية جوزجان، وإحدى المدن الحالية لولاية سربل. كان والده السيد محمد حسين (1855 ـ 1931م) من رجال الدين الشيعة النشطين، حيث يعرف بالعالم البلخابي، وكان مدرساً في بلخاب ويكاولنك (بامیان). وفي زمن حكومة عبد الرحمن خان (1881- 1901م)، قام ببناء مدرسة دينية في بلخاب، تُعرف باسم المدرسة العالمية.
توفي عالمي البلخابي في كابل يوم 27 مارس سنة 2021م، ودفن في حرم يحيى بن زيد بمدينة سربل. قُتلت زوجته وثلاثة من أبناءه علي يد النظام الشيوعي (1978 ـ 1992م) وأحد أبنائه على يد حركة طالبان. وأحد أولاده وهو السيد حياة الله عالمي، كان من أعضاء حزب الحركة الإسلامية في أفغانستان، وشغل لبعض الوقت منصب ممثل مدينة سربل في البرلمان الأفغاني.
الخلفية العلمية
تلقى عالمي البلخابي دروسه الحوزوية في أول الأمر في مدرسة والده التي تعرف بالعالمية، ثم ذهب إلى يكاولنك في محافظة باميان، حيث حضر درس السطوح عند الشيخ موسى (سياه داره) والسيد محمد حسن رئيس، ثم عاد إلى بلخاب، وبدأ بالتدريس.
هاجر العالمي إلى الحوزة العلمية في مشهد عام 1951م، وحضر درس الأديب النيشابوري والسيد علي هاشم الخراساني، ومنها ذهب إلى حوزة قم، ولكنه بعد فترة قرّر الانتقال إلى الحوزة العلمية في النجف، فحضر درس آية الله أبي القاسم الخوئي، والإمام الخميني، والسيد محسن الحكيم، والسيد محمد باقر الصدر، وصدرا البادکوبی، ومجتبى اللنكراني، وكاظم التبريزي، والسيد أسد الله المدني، وفي عام 1956م، قرّر العودة إلى بلخاب وأعاد بناء المدرسة العالمية، وجعلها مركز نشاطه.
الأنشطة السياسية والثقافية
بعض أنشطته السياسية والثقافية عبارة عن:
*الوقوف بوجه النظام الشيوعي وطالبان: أمضى السيد محمد علي العالمي بعض الوقت في السجن عام 1978م، بعد وصول الحزب الديمقراطي الشعبي الأفغاني إلى السلطة (وهو حزب شيوعي)؛ وذلك بسبب عدم تعاونه معهم. وفي أبريل 1979م، بدأت في بلخاب ثورة دايكندي، التي قادها مجموعة من الشباب من ضمنهم السيد عالمي، مع مساندة أهل السنة في المنطقة لها، ضد الحكومة الشيوعية، واستمرت الثورة حتى سنة 1984م. بعد تشكيل حزب الوحدة الإسلامية عام 1989م، تمّ انتخابه رئيساً للمجلس الأعلى للإشراف على الحزب. هاجر إلى قم بعد سيطرة طالبان على كابل سنة 1996م، ورجع إلى بلخاب بعد سقوط حكومة طالبان سنة 2002م.
*بناء مرقد يحيى بن زيد: أعاد السيد عالمي بناء مرقد يحيى بن زيد (107 ـ 125 هـ) حفيد الإمام السجاد (ع)، الذي قام بثورة ضد بني أمية بعدما قتلوا والده، لكنه قُتل في جوزجان التي تقع شمال أفغانستان ودُفن فيها، وحتى سنة 2003م كان البناء على قبره قديم وصغير، فقام عالمي البلخابي وبمساعدة الشيعة في أفغانستان وحكومة إيران بإعادة بناء المرقد وتوسعته، وأسّس إلى جانبه مكتبة، ومستوصف، ومدرسة الرسول الأعظم (ص) العلمية للرجال، ومدرسة زينب الكبرى للنساء.
*إقامة صلاة الجمعة والمراكز الدينية: أقام عالمي البلخابي صلاة الجمعة للشيعية في سربل ومن ثم في مزار شريف. كما قام ببناء وتأسيس عدّة مساجد وحسينيات، بشكل مباشر أو غير مباشر في القرى والمدن المحيطة ببلخاب.
المؤلفات
له جملة من المؤلفات في الفقه، والأصول، وعلم الكلام، والفلسفة، والأدب العربي، ومنها:
*رسالة أصول العقائد
*شرح السيوطي (تقريرات درس الأديب النيشابوري)
*رسالة في الفلسفة
*شرح على حاشية الملا عبد الله
*شرح على مكاسب الشيخ الأنصاري
*شرح رسائل الشيخ الأنصاري
*شرح على الكفاية
*رسالة حول الذنوب الكبيرة
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.