الدكتور أحمد حسن هلال (وفاة 2021م) مفكر ومناضل مصري، وقد كرّس حياته المباركة للدفاع عن مدرسة أهل البيت(ع)، وكان من أعضاء الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع)، وله العديد من الأنشطة في سبيل ترويج معارف أهل البيت(ع).
لم يسكت الدكتور هلال أمام الظلم الذي مارسته حكومة حسني مبارك، وذلك تأثراً بنهضة الإمام الحسين(عليه السلام) وتأسياً بنهضة الإمام الخميني (رحمه الله)، وقد صبر في هذا المسير على معاناة السجن، لكنه لم يتخلّ عن أهدافه العالية.
وكان هذا المفكر المتشيّع من المؤيدين للثورة الإسلامية الإيرانية، ونظام الجمهورية الإسلامية، ولعب دورا كبيرا في الصحوة الإسلامية في البلدان العربية.
اعتناقه لمذهب التشيع
يقول أحمد هلال عن قضية تشيعه: تعرّفت على االقرآن والتاريخ منذ الصغر، وكلما كبرت أكثر فأكثر أثارت انتباهي الأحداث العجيبة التي حلّت بأهل بيت النبي(ص) على مرّ التاريخ، من دون أن يكون هناك ردّ فعل ملفت للنظر من قبل المجتمع الإسلامي آنذاك تجاه هذه الأحداث.
يرى أحمد هلال أن من جملة ما يدلّ على أهمية ومكانة أهل بيت النبي(ص) هو أننا نصلّي عدة مرات على النبي وآله في صلواتنا اليومية، كما أن وجود روايات عن النبي(ص) وهو يمدح ويشيد بكل واحد من أولاده على حدة يدلّ على سمو مكانتهم عند الله ورسوله، لكن ما نجده بالفعل في التاريخ هو مظلوميتهم وأخيرا شهادتهم.
ويعتقد الدكتور هلال أنه ما قتل من الشيعة ومن آل النبي محمد(ص) أحد إلا أن قتله كان لأجل قيامه أمام الظلم. ويقول أحمد هلال أن ما جذبه إلى مذهب التشيع (المذهب الذي لم يخضع أمام الظلم أبدا) هي قضية السقيفة، وقضية فدك، وشهادة السيدة فاطمة(ع)، وشهادة الحسنين (عليهما السلام) وسائر أئمة الشيعة، خاصة ثورة سيد الشهداء كرمز الحرية والفتوة.
وكان أحمد هلال نظراً لتأثره بالإمام الحسين ونهضة عاشوراء يرى أن الصحوة الإسلامية في الدول الإسلامية نشأت بدافع من مشاعر المسلمين الطاهرة، والتي تأبى الظلم، وتريد أن تتمتع كسائر الشعوب بحياة الأمن والرخاء عن طريق إسقاط الظالمين. ويذهب الدكتور هلال أن هذه الصحوة التي حدثت بين المسلمين هي دليل على إعداد الناس لظهور المنجي خلال الوضع المتوتر الراهن في العالم.
آرائه السياسية
أثناء الثورة المصرية واحتجاجات المواطنين المسلمين ضد دولة حُسني مبارك أعلن الدكتور أحمد هلال أنّ هذه الحركة الشعبية والثورية هي امتداد لقيام الإمام الحسين(ع) ومن انعكاسات نهضة عاشوراء، حيث أن الشباب المصريين لبّوا لنداء الإمام الشهيد: (هل من ناصر ينصرني)
وكان هلال بسبب روحه الثورية يدافع بشدة عن الثورة الإسلامية الإيرانية، ويرى أن الإمام الخميني هو من ذرية الإمام الحسين(ع)، لأنه عندما وجد أن جدران الإسلام تكاد أن تنهار قام مثل جده الحسين(ع)، وخاض ساحة النضال، ومن هنا انتشرت ثورته، وأصبحت لها انعكاسات عالمية.
ويذهب هذا المفكر المصري أن من أكبر إنجازات القائد الفقيد للجمهورية الإسلامية هي تربية جيل من العلماء والشباب، الذين يقدرون على مواصلة دربه، وإن آية الله الخامنئي هو أحد المتربّين في مدرسة الخميني.
كان هذا العالم الشيعي من أعضاء الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع)، واشترك عدة مرات في اجتماعات المجمع، وسائر المؤتمرات الدولية في إيران.
ومن جملة نشاطات الدكتور أحمد حسن هلال المشاركة في البرامج التبليغية، والمناظرات العلمية، لأجل إثبات أحقية الشيعة، والدفاع عن نظام الجمهورية الإسلامية الشيعي. ونظراً لمواقفه الصارمة، ونشاطاته كمجاهد ثوري، وبسبب أنه أحد النواة الرئيسية للثورات في المنطقة تعرض عدة مرات للتهديد من قبل مخالفيه، وعانى من صعوبات شديدة، لكن كل هذه المشاكل لم تجعله ينسحب من مواضعه، فتمّ اعتقاله وتعذيبه عدّة مرات على يد جلاوزة حكومة حسني مبارك.
وفاته
توفي الدكتور أحمد حسن هلال في 13 أكتوبر 2021م. في مصر.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.