الحاجية كونيكو يامامورا

السبت, 27 آب/أغسطس 2022

الحاجية كونيكو يامامورا (1916 – 2022م) والمعروفة باسمها الإيراني سبا بابائي، امرأة يابانية، اعتنقت الإسلام، وكرّست حياتها المباركة لترويج الدين الإسلامي، والدفاع عن نظام الجمهورية الإسلامية المقدس، ولم تبخل جهدا في هذا الطريق، كما ضحّت بولدها في سبيل الدفاع عن إيران الإسلامية، والأهداف السامية لقائدها الكبير الإمام الخميني (رحمه الله).

 

 

الحاجية كونيكو يامامورا

اعتناقها لدين الإسلام المبين

ولدت كونيكو يامامورا عام 1916م. في عائلة بوذية في مدينة آشيا اليابانية، وفي عام 1958م. تعرّفت في معهد اللغة الإنجليزية على شاب إيراني اسمه أسد الله بابائي، ذهب إلى يابان للتجارة، فتأثرت بأخلاقه الإسلامي، مما دفعها إلى اعتناق الإسلام، ومذهب التشيع.

وبعد فترة من اعتناقها للإسلام تزوجت السيدة يامامورا بأسد الله بابائي، واختارت لنفسها اسم سبا. أقام الزوجان بمدة سنة في ميناء كوبه اليابانية، وبعد ولادة طفلهما الأول في عام 1960م. هاجرا إلى إيران وأقاما في العاصمة طهران، وهناك رُزقا ولدان آخران، هما بلقيس ومحمد.

مناضلة عائلة بابائي ضد الكيان البهلوي

كانت لعائلة بابائي نشاطات ثورية إبان مناضلة الثوريين ضد الكيان البهلوي، حيث تقام في بيتهم اجتماعات حول موضوع الثورة، ومن المحاضرين في هذه الاجتماعات آية الله إمامي الكاشاني. كما كانت عائلتهم تلعب دورا مهما في توزيع بيانات الإمام الخميني (رحمه الله)، مما دفع جلاوزة الكيان البهلوي إلى تفتيش بيتهم. وكان زوج السيدة بابائي وإبناهما (سلمان ومحمد) يشتركان في المظاهرات الاحتجاجية ضد الكيان البهلوي، فيما كانت السيدة بابائي وبنته بلقيس تعدّان بعض الأشياء، كالقماش والشراشف، لمساعدة الضحايا والمجاهدين الثوريين.

استشهاد ولدها

بعد هجوم النظام البعثي العراقي على إيران، أسرع محمد ابن السيدة كونيكو يامامورا إلى جبهات القتال ضد الباطل، تلبية لنداء الإمام الخميني (رحمه الله) ودفاعا عن الوطن الإسلامي، فاستشهد أثناء عملية «والفجر» في منطقة فكة، وهو في التاسعة عشر من عمره، كما أن سلمان ابنها الأكبر أيضا أصيب بجروح خلال الحرب المفروضة.

وقالت والدة الشهيد بابائي في المقارنة بين الدفاع المقدس والحرب العالمية الثانية: «أنا أدركت الحرب العالمية الثانية عندما كنت في السابعة من عمري، وأشهد بأنّ الفرق بينها وبين الدفاع المقدس الإيراني طوال ثمان سنوات كالفرق بين الثرى والثريا. كانت يابان في تلك الحرب مهاجمة، فيما كانت إيران هوجم عليها، واضطرت إلى الدفاع. وابتلت يابان في حربها بالمجاعة، ومات كثير من الناس جوعاً، لكن في حرب إيران التي طالت ثماني سنوات لم يحدث ذلك، لأن الناس كانوا يشاركون ويساعدون عن طيب أنفسهم، وأهم من ذلك: إنّ في حرب إيران كان كل شيء لأجل الله، بخلاف يابان، حيث إنّ الطيارين الشباب كانوا يضربون بطائراتهم إلى سفن العدو، ويضحون بأنفسهم لإمبراطورهم، لكن في إيران كان الناس يضحون بأنفسهم لله.»

لقائها بالإمام الخميني وآية الله الخامنئي

بعد استشهاد الشهيد بابائي ذهب سماحة آية الله الخامنئي –رئاسة الجمهورية الإيرانية وقتها- إلى بيت الشهيد، والتقى بالسيدة كونيكو يامامورا. كما أن هذه السيدة ذهبت مرتين لملاقاة الإمام الخميني، فتقول وهي تصف ملاقاتها بالإمام الخميني:‌«عندما رأيت الإمام في حسينية جماران المتواضعة، تدحرجت دموع الفرح على خدّي، فكان الإمام جالسا في الشرفة، وعلى رأسه طاقية بيضاء، وعلى رجليها قماش أبيض، وكان وجهه يشرق كالشمس، وهو ينظر إلينا بوقار. فتحدثت عدد من النساء عند الإمام، فالمرأة التي تحدثت قبلي كانت زوجة شهيد، وطال حديثها. عندما وصل دوري جفّ حلقي وأخذني الخفقان، فلم أستطع أن أتفوه بكلمة، وكنت أبكي فقط. فعرّفني أحد الحضار للإمام، فالتفت إليّ الإمام، وقال بالهدوء:‌(أيدكم الله). عندما رجعت إلى البيت تصورت أنني رأيت حلما.»

خدمة ضحايا الكيمياويات

قدّمت السيدة بابائي خدمات قيمة لضحايا الكيمياويات في إيران، بدءً من توفير الأدوية والعلاج حتى التعريف بثقافتهم على المستوى الدولي، فكانت تتعاون مع جمعية دعم ضحايا الكيمياويات في إيران، وجمعية هيروشيما، التي تهتم بدعم ضحايا القصف الذرّي، كما قامت بالتواصل بين ضحايا الكيمياويات في إيران وضحايا القصف الذرّي في هيروشيما، فكانت تذهب سنويا بعدد من الضحايا الكيمياويات الإيرانيين إلى يابان للمشاركة في الذكرى السنوي لقصف هيروشيما، وفي المقابل كان اليابانيون يبعثون ممثلا للمشاركة في ذكرى القصف الكيمياوي لسردشت، كما كانت السيدة بابائي تتخذ الترتيبات اللازمة مع السفارة اليابانية لإرسال ضحايا الكيمياويات إلى يابان للعلاج.

دفاعها عن إيران الإسلامية

كانت السيدة كونيكو يامامورا بمنزلة جسر التواصل بين الجماعات التي تذهب من يابان إلى إيران أو الجماعات التي تذهب من إيران إلى يابان، فكانت تحاول عبر هذه التواصلات أن تعرّف اليابانيين إلى واقع إيران والإسلام، وتزيل الصورة العنيفة والسلبية التي رسمتها دعايات الأعداء في أذهان الشعب الياباني عن إيران والإسلام، فنتيجة لجهود هذه السيدة كان اليابانيون الذين يسافرون إلى إيران تتغير رؤيتهم لإيران والإسلام.

أنشطتها

قامت السيدة بابائي بالعديد من الأنشطة، وأخذت على عاتقها مسؤوليات مختلفة، فبعض أهمّها كالتالي:

  • العضوية في الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع)
  • العضوية في جمعية دعم ضحايا الكيمياويات في إيران
  • مساهمة في إنشاء الإذاعة اليابانية في إيران، والتعاون معها كخبيرة
  • إنشاء مدرسة وحسينية الشهيد بابائي في مدينة يزد الإيرانية بالتعاون مع زوجها
  • التدريس في مدرسة رفاه بطهران
  • ترجمة الصحف اليابانية في وزارة الإرشاد الإيرانية
  • مديرة متحف السلام في طهران
  • التعاون مع السفارة اليابانية في طهران
  • تعليم اللغة اليابانية في جامعة طهران
  • التعاون مع بعثة الإمام الخميني (رحمه الله) في الحج
  • تقديم التبرعات للجمعيات الخيرية

 

وفاتها

توفيت السيدة بابائي يوم الجمعة 1 يوليو 2022م. بسبب مرض، وتمّ تشييع جثمانها يوم 3 يوليو في طهران بحضور مختلف شرائح المجتمع، ودفن في جنة الزهراء؛ القطعة 45 إلى جوار ولدها الشهيد، وبمناسبة وفاتها بعثت مختلف الشخصيات والمؤسسات السياسية والمذهبية رسائل تعزية.

وجاء في رسالة تعزية أصدرها آية الله رمضاني الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت(ع):

 

 

كتاب الذكريات

كتاب «مهاجر سرزمين آفتاب» باللغة الفارسية كُتب في حياة وذكريات هذه السيدة المخلصة، وتم نشرها عام 2020م. من قبل دار النشر «سوره مهر»، وقد ترجم إلى العربية، والتركية، والفرنسية، والأردية، واليابانية، والإنجليزية.

 

1938م

ولادتها في يابان

1958م

اعتناقها لدين الإسلام

1960م

مهاجرتها إلى إيران

1983م

شهادة ولدها

1983م

لقائها بالإمام الخميني (رحمه الله)

1983م

سفرها إلى الحج

2020م

نشر كتاب «مهاجر سرزمين آفتاب»

2022م

وفاتها

 

 

المجمع العالمي لأهل البيت (علیهم السلام)

المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.

أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.

قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.

  • ایران - تهران - بلوارکشاورز - نبش خیابان قدس - پلاک 246
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

اتصل بنا

موضوع
البريد الإلكتروني
الرسالة
8-2=? قانون الضمان