الحاج حسين الشاكري (1344-1430هـ) من المجاهدين والناشطين الثقافيين والسياسيين الشيعة من العراق. قضى عمره المبارك في سبيل استقلال بلاده في النضال ومقارعة النظام البائد البعثي وترويج مدرسة أهل البيت (ع) في مختلف أرجاء موطنه.
وقف أمام ظلم نظام البعث واضطهاده حتى أنه تحمل السجن والتعذيب، ثم اشترى المطاردة والتشريد من وطنه في هذا السبيل، وكان رحم الله إلى جانب نضاله السياسي ضد نظام البعث ترك خدمات كثيرة مثل تأسيس مكتبة، وبناء مدرسة، ومركز علمي، وكل واحد منها كان مصدرا للخير والبركة، وصدقة جارية له، وفضلا عن ذلك ألف كتبا، وترك أعمالا قيمة حول سيرة وحياة أهل البيت (ع)، حيث تعد باقيات صالحات له.
ولد الحاج حسين الشاكري في النجف الأشرف في التاسع من محرم الحرام سنة 1344 هـ (1925م).
درس المقدمات في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف، ثم واصل دراسته في بغداد، حتى التحق بكلية الحقوق، ثم لظروف خاصة واشتغاله بالصناعة والتجارة مع إخوته، ودّع الدرس الى حين.
لازم العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني صاحب موسوعة "الغدير" مدة ما يقارب من ربع قرن، وكان عوناً له في أعماله.
استوطن بغداد سنة 1360 للهجرة، واعتقل في سجون البعثيين الطغاة مرتين لنضاله وجهاده الدؤوب من أجل توعية الشباب وكفالة عوائل الشهداء والسجناء ونشاطاته الدينية والاجتماعية، وإثر ذلك هاجر إلى الكويت ولبنان، وحكم عليه في العراق بالإعدام غيابا.
وفي عام 1403 للهجرة حط رحله في مدينة قم المقدسة،واتخذها موطنا لاستقراره، وبعد استقراره في مدينة قم المقدسة اخذ بالكتابة والتأليف الى جانب أعماله الخيرية ومساعداته للآخرين، وممن أجازه في الرواية:
الأعمال والإنجازات
اشترك مع السيد محمد تقي الحكيم، والدكتور محمد مكية، والدكتور محمود المظفر في تأسيس جامعة الكوفة وجميعتها.
ساهم في تأسيس وبناء مكتبة الامام امير المؤمنين (ع) العامة في النجف الاشرف التابعة للعلامة الأميني صاحب موسوعة الغدير وبعد وفاته صار رئيسا لهيئة توليتها.
أسس بالاشتراك مع آخرين لجنة إغاثة اللاجئين العراقيين.
اسس بالاشتراك مع الدكتور حسين الشهرستاني مدرستين نموذجيتين ابتدائية للبنين والبنات في مدينة قم المقدسة.
قام ببناء كلية الفقه على مساحة تربو على ثلاثة الآف متر مربع وبكلفة 250 الف دينار عراقي، وذلك في عام 1390 للهجرة.
صرف على صنع الباب الذهبي لقبلة حرم الامام الحسين عليه السلام في كربلاء على نفقته الخاصة.
المناصب
انتخب الحاج حسين الشاكري عضوا في العديد الدوائر والمراكز الخيرة، منها:
آثاره ومؤلفاته
ما قيل فيه
كان الحاج حسين الشاكري من الشخصيات المرموقة، وبناء عليه أشاد شخصيات عليمة وشهيرة بمكانته السامية، لما قام به هذا الرجل من فعاليات علمية وأمور خيرية، وإليك بعض هذه الأقوال:
قال آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي في اجازته الروائية للحاج الشاكري: "استجاز عنّي في الرواية ذخر الاخيار والأجلة خادم آل الرسول وناشر فضائلهم ومناقبهم الحاج حسين محمّد الشاكري دام مجده".
قال الشيخ رضا ابن العلّامة الأميني في ترجمته للشاكري: "رجل شهم، تبدو عليه سمات الابرار وسيّماء الأخيار ومسحة الصالحين وعزّة المؤمنين، يملأ العين بطلعته ويدخل السرور ببسمته منوٍ على عزيمة الشباب الناهض في وقار الشيوخ وهيبة الحكماء وسمت العقلاء، حلو الكلام حسن المرام".
وقال سماحة السيّد محمود الهاشمي في تقريظه على كتاب (علي في الكتاب والسنّة) أمّا بعد فإن هذا الكتاب القيم يمثل جهداً عظيماً ومباركاً قام به فضيلة الاُستاذ الحاج حسين الشاكري (حفظه الله) لعرض أهم ماورد من الآيات والأحاديث بشأن مولى الموحّدين وامامالمتقين أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب.
قال سماحة السيّد علي الحائري في تقديم المجلّد السابع من موسوعة المصطفى والعترة: "أعدّها مؤلفها الجليل الأخ الكريم والاُستاذ المهذّب فضيلة الحاج حسين الشاكري".
قال سماحة الشيخ محمّد مهدي الآصفي في تقريظه على كتاب (على المرتضى ـ القسم الأوّل ـ) وبين أيدينا دراسة موسعة عن (سيرة) رسول الله 6 وأهل بيته: و(سنتهم) و(تاريخهم السياسي) و(سيرتهم الذاتيّة) ألّفها صاحب الفضيلة والأخلاق والأدب والتقوى الوجيه الفاضل الحاج حسين الشاكري حفظه الله....
ولئن منّ الله تعالى على مؤلّف هذا الكتاب هذا التوفيق فطالما وفّقه الله تعالى للأعمال الصالحة وللمشاريع النافعة ولخدمة العلم وتراث أهل البيت ومصاحبة العلماء والعاملين ومرافقتهم، فحق عليه أن يشكر الله تعالى على ماأولاه من نعمه والآئه وفضله، وهو من عباده الشاكرين إن شاء الله.
الوفاة
توفي الحاج حسين الشاكري عن عمر ناهز 83 عام يوم الأثنين 5 ربيع الأوّل 1430 وقد شيّع جثمانه في قم المقدّسة ثمّ نُقل بوصيّةٍ منه إلى النجف الأشرف، ودفن في مؤسسة الكبرى (منتدى وجامع الشاكري) في مقبرته الخاصة، واُقيمت مجالس الفاتحة على روحه في إيران والعراق وسورية وغيرها من البلاد الإسلاميّة تكريماً لجهوده وجهاده.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.