البروفيسور جلال الدين رحمة (1949- 2021م)، الشهير بكانغ جلال (الأخ جلال)، مفكر عظيم، ومبلغ قوي للمعارف الإسلامية في إندونيسيا. ولد في 29 أغسطس عام 1949م في مدينة باندونغ بإندونيسيا في عائلة مسلمة، وكان يبلغ ويروج معارف القرآن وأهل البيت (ع) بين مسلمي إندونيسيا والدول المجاورة.
كان البروفيسور جلال الدين رحمة من المعجبين بالإمام الخميني (ره)، والثورة الإسلامية في إيران، وقد مهد الطريق لهداية العديد من القلوب المحبة نحو الأفكار العظيمة للإمام الخميني، وآية الله الخامنئي، والأستاذ الشهيد مطهري.
بدأ جلال دراسته الجامعية في مجال الإعلان (الذي سمي لاحقًا بالاتصالات) في جامعة باجاجاران في إندونيسيا، ثم حصل على درجة الماجستير في الاتصالات من جامعة ولاية آيوا في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد ذلك درس الفلسفة الإسلامية والعرفان في قم لفترة، ثم ذهب إلى أستراليا، وتخرج بدرجة الدكتوراه في العلوم السياسية من الجامعة الوطنية الأسترالية، وعاد بعد ذلك إلى إندونيسيا وعمل كمدرس في جامعة باجاجاران حتى عام 2013م.
الأنشطة السياسية
انضم المرحوم جلال الدين رحمة إلى الاتحاد الإسلامي (PERSIS) خلال سنوات دراسته في الثانوية، وانضم فيما بعد إلى المنظمة المحمدية إحدى التيارات الحداثية في إندونيسيا. وبدأ نشاطه السياسي عام 2013م مدافعاً عن حقوق الأقليات.
كان جلال الدين رحمة عضوًا في مجلس نواب الشعب في إندونيسيا من 2014 إلى 2019م، حيث خاض الانتخابات من قبل حزب النضال الديمقراطي الإندونيسي، وكان رحمة عضوا في لجنة الشؤون الدينية والاجتماعية الإندونيسية خلال فترة وجوده في مجلس نواب الشعب، وقد عارض بحزم الخطط والمشاريع والقوانين التي عرضت على البرلمان بقوة من قبل المتطرفين ضد الشيعة، وحالت كلماته الثاقبة دون الموافقة عليها.
الأنشطة الدينية والثقافية
بعض الأنشطة الدينية والثقافية لجلال الدين رحمة عبارة عن:
رئيس جمعية أهل البيت (ع) في إندونيسيا
الدكتور رحمة هو أحد مؤسسي جمعية أهل البيت (ع) في إندونيسيا، التي تسمى إيجابي (IJABI)، وهي إحدى أكبر المنظمات الشيعية في دولة إندونيسيا، وترأس مجلس هذه الجمعية منذ تأسيسها عام 2000م حتى وفاته عام 2021م، وقدمت الجمعية مساهمة كبيرة من خلال إنشاء مكاتب لها في المقاطعات الإندونيسية، لترويج مدرسة أهل البيت (ع) في هذا البلد.
تأسيس مدرسة مطهري في باندونغ
أسس الدكتور رحمة في عام 1992م. مدرسة الشهيد مطهري الثانوية في مدينة باندونغ، فبالإضافة إلى الدروس الكلاسيكية، يتم تدريس العلوم الدينية للطلاب أيضًا، وفي عامي 2007 و2010م، تم إضافة الابتدائية والمتوسطة على التوالي إلى المدرسة، لتصبح على شكل مجمع تعليمي. يُعتبر هذا المجمع التعليمي من أهم المدارس التربوية والنموذجية على المستوى الوطني. وبعد وفاة الدكتور جلال يقوم بهذا العمل المهم، ابنه الدكتور مفتاح رحمة.
كان الأخ جلال أحد مؤسسي مركز جاكرتا الثقافي الإسلامي (المعروف باسم (ICC))، وهو أحد أهم المراكز الثقافية الشيعية في إندونيسيا، وكما كان عضوًا في الهيئة العلمية بدرجة الأستاذ المشارك، بمركز الدراسات العليا للثورة الإسلامية بجامعة طهران.
النشاط التقريبي
كان الأستاذ رحمة أحد الأعضاء البارزين في المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، كما كان له اهتمام بالغ بالأفكار التقريبية، وكانت لأنشطته دور فعال في منطقة جنوب شرق آسيا بأكملها. وكان من أفعاله التقريبية تأسيس جمعية الإخوان الشيعة والسنة الإندونيسية عام 2011م في جاكرتا، ولأول مرة جمعت هذه الجمعية بين المذهبين الشيعي والسني في إندونيسيا، كما كان عضوًا في المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
المؤلفات
نُشرت أعمال جلال الدين رحمة في المجال الديني باللغة الإندونيسية:
SHAHIFAH SAJJADIYYAH: Gita Suci Keluarga Nabi *، ترجمة الصحيفة السجادية إلى اللغة الإندونيسيا
Psikologi Agama *، علم نفس الدين
Islam Alternatif *، مكانة الإسلام
Islam actual *، الإسلام الحقيقي
* Tafsir Sufi al-Fatihah، التفسير الصوفي لسورة الفاتحة
Islam dan Pluralisme, Akhlak al-Quran dalam Menyikapi Perbedaan *، الإسلام والتعددية، أخلاق القرآن في مواجهة الاختلافات
الوفاة
توفي جلال الدين رحمة، في 15 فبراير 2021م، عن عمر يناهز 71 عامًا، بسبب فيروس كورونا، وصدرت بيانات التعزية بوفاته من قبل العديد من الشخصيات الدينية، من أمثال: آية الله لطف الله الصافي الكلبايكاني أحد مراجع التقليد، وآية الله علي رضا أعرافي مدير الحوزات العلمية، وآية الله رمضاني الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، وحجة الإسلام والمسلمين الدكتور حميد شهرياري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وحجة الإسلام ومسلمين أحمد مروي متولي العتبة الرضوية، وقد توفيت زوجته السيدة اويس كارتيني قبل عدة أيام من وفاته.
جاء في جزء من بيان تعزية آية الله رمضاني الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع):
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.