الأستاذ نيكولاس كاسيو سييرا (Nicolas Cossio Sierra) باحث وصحفي وأستاذ جامعي، ومن مؤيدي وداعمي النظام المقدس للجمهورية الإسلامية في إيران. قضى سنوات عديدة من عمره في ترويج أفكار مؤسس الثورة الإسلامية الإيرانية سماحة الإمام الخميني (ره) في كوبا، وقد بذل قصارى جهده في سبيل ذلك.
تشرف هذا الأستاذ الجامعي باعتناق دين الإسلام المبين ومدرسة أهل البيت (ع) الحقة، وذلك بعد الكثير من البحث والتحقيق في هذا الخصوص، وبذل غاية جهوده لبناء أول مسجد في كوبا، حتى تمكن من إنجازه.
السيرة الذاتية والأنشطة
اعتنق نيكولاس كاسيو سييرا الإسلام وأصبح على المذهب الشيعي؛ وذلك بعد البحث والتحقيق مكثفة حول الإسلام والشيعة، كما كان من المهتمين وبشكل شديد بالثورة الإسلامية في إيران ومؤسسها الإمام الخميني (ره). وبعد أن صار نيكولاس مسلماً اختار لنفسه اسم علي.
بالإضافة إلى التدريس في الجامعة، كان الأستاذ سييرا صحفيًا أيضًا، وقد شارك مع إذاعة صوت الجمهورية الإسلامية في إعداد التقارير والتحليلات حول أنشطة المجتمعات الإسلامية. تزوّج من السيدة (نيو لاسايق) لبنانية الأصل، وتعرّف على الإسلام والمسلمين من خلال زوجته، وسافر إلى البلاد الإسلامية.
قال عن زوجته: "زوجتي فهمت الإسلام، وكتب مقالاً في مجلة الكوثر (التي تصدر في قم). لقد زرت معها كل الشرق الأوسط، ولكن هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها دولة إسلامية حقيقية (إيران)".
بعد انتصار الثورة الإسلامية، كان سييرا من مستمعي إذاعة إيران وفي مسابقة الفجر الكبرى - التي تقام من خلال إذاعة الصوت الدولي للجمهورية الإسلامية الإيرانية وتهدف إلى التعرف على الثورة الإسلامية - وفي الجولة الثانية التي كانت بعنوان "مكانة المرأة في العالم من منظور المسلمين" فاز بالمركز الأول.
كان مسؤولاً سابقًا في وزارة الخارجية الكوبية، وكان مراسلًا لإذاعة "صوت الإسلام"، محطة الإذاعة الرسمية الإيرانية، حتى وفاته.
بما أن سييرا كان صحفياً فقد تمكن من نشر مجلة "التوحيد" في كوبا، وقد سعى إلى ترويج أفكار الإمام الخميني وكلماته القصار وعرض سيرته التاريخية في كوبا.
تمكن هو وزملاؤه من إنشاء إدارة الشؤون الدينية في كوبا، والتي أشرفت على جميع الأنشطة الدينية في البلاد، كما عملوا بجد لبناء مسجد في كوبا؛ لكن بسبب معارضة الحكومة لهم لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم في ذلك الوقت، إلا أنّهم لم يتوقفوا عن جهودهم في هذا الأمر وتمكنوا أخيرًا من تمهيد الطريق لبناء مسجد من خلال بناء مركز للدراسات الإسلامية. يقول سييرا إن كوبا هي الدولة الوحيدة في أمريكا اللاتينية التي لا يوجد فيها مسجد، وحيث لا يوجد مسجد، فلا يمكن أن يحدث التغيير الاجتماعي.
كان سييرا المروج والمبلغ لشخصية الإمام الخميني (ره) وأفكاره في كوبا، حيث نظّم ورفاقه مؤتمرا عن طريق السفارة الايرانية بمناسبة وفاة الامام الخميني (ره)، وتم عقد المؤتمر في المركز الكوبي الدولي للصحافة، أحد أهم المجمعات الثقافية في البلاد، وحضره أكثر من 100 شخصية كوبية.
كان سييرا يعتقد أن أفكار الإمام الخميني (ره) لم تكن معروفة بشكل جيد في أمريكا اللاتينية، وأنه ينبغي القيام بعمل جاد في هذا المجال، ويمكن القيام بذلك من خلال نشر كتب عن أفكاره (ره) في بلدان متعددة، مثل كوبا والأرجنتين والمكسيك.
قال الأستاذ سييرا: إن أهم عمل للإمام الخميني والذي لقي ترحيبا كبيرا في كوبا، كانت وصيته (ره)، وعندما تم توزيع وصيته في سانتياغو دي كوبا، جذبت انتباه الكثير من الناس.
حسب اعتقاد سييرا، أن في مسار تاريخ إيران المجيد نواجه نقطة تحول مهمة، وهي المرحلة الأخيرة من الانتفاضة الشعبية ضد الشاه البهلوي، وتأسيس الجمهورية الإسلامية، ويعتقد أن آية الله الخميني (ره) هو نموذج للثورة في دولة كوبا.
يقول الأستاذ سييرا: "إن كوبا مثل إيران تحملت كراهية لا نهاية لها للإمبريالية الأمريكية، وأن الثورة الإسلامية في إيران يمكن أن تكون نموذجًا لدول أخرى في العالم". كما ينقل عن الزعيم الثوري الكوبي فيدل كاسترو: يجب أن يصبح كفاح الأمة الإيرانية من أجل الحرية والاستقلال نموذجًا لدول العالم، يجب ألّا يحتفل الشعب الكوبي بهذه المناسبة فحسب، بل يجب على جميع ثوار العالم الاحتفال بيوم انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية".
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.