آية الله محمد دانش زاده القمي

الأحد, 28 آب/أغسطس 2022

محمد دانش زاده القمي (1937 - 2018 م) المعروف بمحمد مؤمن، من أهمّ منظّري ولاية الفقيه، ومن فقهاء مجلس صيانة الدستور وكان ممث الً لمجلس الخبراء في إيران. مؤمن من رجال الدين الذين ناضلوا ضد النظام البهلوي ومن عام 1963 م وحتى نهاية عمره كان عضواً في جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم. في عام 1974 م قامت حكومة محمد رضا بهلوي بنفيه لمدة ثلاثة سنوات إلى قرية شهداد التابعة لمحافظة كرمان وتويسركان.
بعد انتصار الثورة الإس المية كان له دور بارز في تشكيل القوة القضائية. كان عضواً في المجلس الأعلى للقضاء، عضواً في المجلس الأعلى للحوزة، عضواً في مجلس إعادة النظر في القانون الأساسي ومديراً للحوزة العلمية في قم. له مؤلفات عديدة حول الحكومة الإس المية. من مؤلفاته الهامة كتاب (الحكومة الإسلامية) المكوّن من ثلاثة أجزاء في تبيين ولاية المعصومين وولاية الفقيه.

آية الله محمد دانش زاده القمي

السيرة الذاتية

ولد محمد مؤمن في 12 كانون الثاني سنة 1938م في مدينة قم. والده كان فلاحاً واسمه عباس مؤمن. وبعد دراسته الابتدائية في مدرسة التعليمات الدينية، التحق بالحوزة العلمية سنة 1951م. وتتلمذ عند كبار الحوزة العلمية وقتها، فمنهم:

  • آية الله محمد تقي ستوده
  • آية الله محمد واعظ‌ زاده الخراساني
  • آية الله المشكيني
  • آية الله محمد الشاه ‌آبادي
  • آية الله أبوالفضل الخوانساري
  • آية الله محمد باقر سلطاني
  • آية الله محمد مجاهدي التبريزي
  • آية الله البروجردي
  • الإمام الخميني
  • آية الله المحقق الداماد
  • آية الله مرتضي الحائري اليزدي
  • السيد مصطفي الخميني
  • العلامة الطباطبائي
  • محي‌ الدين فاضل الهرندي
  • آية الله السيد محمود اليثربي القمي

بعد نفي الإمام الخميني في تشرين الثاني من عام 1964م ذهب إلى النجف الأشرف، وعندها أيضا ذهب محمد مؤمن إلى النجف إلى الإمام الخميني، وحضر دروس الإمام الخميني، وشارك أيضاً في دروس السيد أبوالقاسم الخوئي، والشيخ حسين الحلي، والسيد محمود الشاهرودي، وقليلاً من دروس السيد محسن الحكيم.

 

التدريس والتلامذة

 بعد دراسة الفقه والأصول، وشرح التجريد، وبداية ونهاية الحكمة، والأسفار، والعرشية في الكلام والفلسفة، بدأ عام 1983م بتدريس بحث الخارج في الأصول. ثم شرع عام 1985م بتدريس بحث الخارج في الفقه.

وخلال السنوات العديدة التي درّس فيها في حوزة قم العلمية، كان له العديد من الطلاب، بعضهم يُعد من الشخصيات المؤثرة والمسؤولين البارزين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ومن بين طلابه البارزين آية الله شب زنده دار، الذي لديه كرسيًا في درس الخارج في الحوزة العلمية بقم، وهو أيضًا عضو في مجلس صيانة الدستور، وجامعة مدرسين الحوزة العلمية في قم، وكذلك حجة الإسلام والمسلمين اختري الأمين العام الرابع للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، والدكتور حسن روحاني الرئيس السابع لإيران، وأية الله محسن الأراكي ممثل مجلس خبراء القيادة، وآية الله غلام رضا الفياضي رئيس معهد الإمام الخميني (ره) للتعليم والبحوث.

وقام بتدريس موضوعات المعاملات والفقه والشهادات والحدود والقضايا المستجدة المتعلقة بالحوكمة في بحث الخارج الفقهي.

 

ثقة آية الله الخامنئي به

كان آية الله مؤمن يؤيد دائمًا نظام الجمهورية الإسلامية وولاية الفقيه، وكان أحد الأشخاص المعتمد عليهم والموثوق بهم عن آية الله الخامنئي قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويُعتبر أحد أعضاء المباحثة الفقهية للسيد الخامنئي مرجع تقليد الشيعة، حتى أن قائد الثورة الإسلامية امتدح ودافع مرارًا عن شخصيته العلمية والأخلاقية، وفي عام 1992م، تم تعيينه وعدد من العلماء كأعضاء في مجلس دراسة المسائل الفقهية الجديدة.

نشاطه السياسي قبل الثورة

كان محمد مؤمن عضواً في جماعة المدرسين منذ 1963م وقبل قيام الثورة الإسلامية. في عام 1970م وبعد وفاة السيد محسن الحكيم أصدرت الجمعية بياناً بمرجعية الإمام الخميني. حاول السافاك في آب 1973م القبض عليه إلا أنهم لم يصلوا إليه. في آذار من عام 1974م ألقي القبض على الشيخ مؤمن، ونفي لثلاثة سنوات إلى شهداد وتويسركان.

بعد الثورة

تقلّد عدداً من المناصب في نظام الجمهورية الإسلامية بعد انتصار الثورة ومنها: رئيس المحكمة العليا للثورة الإسلامية، وعضو المجلس الأعلى القضائي، وممثل في مجلس الخبراء لخمسة دورات متتالية، وعضو مجلس صيانة الدستور، ومدير الحوزة العلمية في قم. المسؤوليات القضائية

كان لمحمد مؤمن دوراً كبيراً في تشكيل السلطة القضائية بعد انتصار الثورة، وكان يشارك في اختيار القضاة وتعديل بعض الأحكام القضائية، كما كان عضواً في المجلس القضائي الأعلى حتى العام 1983م. بعد السلطة القضائية أصبح عضواً فقيهاً في مجلس صيانة الدستور بالإضافة إلى عضويته في مجلس الخبراء لخمسة دورات متتالية. بعيداً عن المناصب الحكومية كان محمد مؤمن مديراً للحوزة العلمية أيضاً.

  • عينه الإمام الخميني مسؤولاً عن اختيار وإرسال قضاة الشرع للمحاكم الثورية في جميع أنحاء البلاد، يقول محمد مؤمن إن الإمام الخميني أوكل مهمة تعيين القضاة في المحاكم بعد الثورة لحسين علي منتظري وعلي المشكيني وبعد اختيارهم للقضاة يوكلون المهمة لمحمد مؤمن. كما ساعد محمد مؤمن النيابة العامة للثورة في تعيين قضاة المحاكم. كان محمد مؤمن ورباني الأملشي مسؤولا لمراجعة أحكام الإعدام والمصادرة من عام 1979م وحتى تشكيل المجلس القضائي الأعلى الذي تابع القيام بهذه المهمة بعدهم.
  • رئيس محكمة الثورة الإسلامية العليا
  • عضو في المجلس القضائي الأعلى حتى عام 1983م

مسؤوليات أخرى

  • عضو في مجلس صيانة الدستور بأمر الإمام الخميني من عام 1983 حتى 2018م
  • عضو في مجلس الخبراء في خمس دورات (الدورة الأولى والثانية ممثلاً عن محافظة سمنان والثالثة والرابعة والخامسة عن محافظة قم)

المسؤوليات الحوزوية

  • مدير الحوزة العلمية في قم
  • عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية من عام 1992م حتى 1995م
  • عضو الدورة الرابعة للمجلس الأعلى لحوزة قم العلمية
  • رئيس مجمع فقه أهل البيت

الآراء الفقهية - السياسية

أهم كتاب لمحمد مؤمن في الفقه السياسي هو كتاب "الولاية الإلهية الإسلامية أو الحكومة الإسلامية". من وجهة نظر مؤمن فإن جميع الأحكام بيد ولي الأمر، ولا يمكن حضور فقهاء آخرون في القضاء والحكومة. إنّ حقيقة الحكم للمعصوم وولاية الفقيه غير مشروطة بالتشاور والولاء والتصويت؛ بل إن الانتخابات تستمد شرعيتها من الحاكم المعين. إن شرعية بقاء وزوال السلطة التقنينية وكافة المؤسسات منوطة بقرار القائد، فالقائد هو الأصل وهذه المؤسسات ليست سوى (أذرع تنفيذية) للفقيه؛ ليست وكيلة من الشعب، بل أنها تتبع لولي الأمر. اقترح مؤمن حلاً أفضل لتدارك مسألة عدم دراية أعضاء مجلس الشورى الإسلامي بالأحكام الشرعية ومطابقاً للمبادئ الشرعية ألا وهو تشكيل مجموعة من الفقهاء وعلماء الإسلام لتجميع أحكام الإسلام الشاملة.

برأي محمد مؤمن إن حاكمية الولي الفقيه أمر مطلق في كل الأزمنة والأماكن تحت حكومته. وبحسب قوله فإن شؤون المجتمع من إدارة الدولة إلى إدارة المحافظة والقرية، والحكم، تعيين المسؤولين، الوزراء، القادة العسكريين وكل ما يرتبط بشؤون الأراضي الإسلامية بيد ولي الأمر وتحت الولاية، ويستطيع ولي الأمر إعطاء الحكم بالجهاد البدائي.

الأعمال والمؤلفات

يمكن تقسيم مؤلفات محمد مؤمن إلى كتب فقهية وأصولية وفلسفية. بعض من هذه المؤلفات هي سرد لدروس أساتذته، وقد قام بكتابة درس البحث الخارج في الأصول عن الإمام الخميني ودرس البحث الخارج في الفقه للإمام الخميني والمحقق الداماد. تسديد الأصول المؤلف من جزئين هو الكتاب الوحيد في الأصول والمبادئ للشيه مؤمن. أغلب مؤلفاته الأخرى كانت حول الحكومة الإسلامية ووظائف الولي الفقيه. الولاية الإلهية من كتبه المهمة المؤلف من ثلاثة أجزاء حيث كتب فيه عن الحكومة الإسلامية في زمن حضور وغيبة الإمام المعصوم. كما كتب مؤمن نقداً لكتاب (الحكمة والحكومة) الذي ألفه مهدي الحائري وذلك في كتاب (الحكومة الحكيمة).

مؤلفاته المرتبطة بالحكومة الإسلامية

  • الولاية الإلهية الإسلامية أو الحكومة الإسلامية زمن حضور المعصوم وزمن الغيبة (3ج)
  • ولاية الإمام والرسول بناء على التشريع العام
  • ولاية الإمام والرسول على المجتمع الإسلامي
  • مكانة أحكام الحكومة وصلاحيات المرشد الأعلى
  • بحث واجبات وحدود سلطة المرشد الأعلى
  • الموارد المالية في حكم الفقيه
  • الأموال والثروات العامة في الحكومة الإسلامية
  • الحكومة الحكيمة؛ نقد وتحليل لنظرية الحكمة والحكومة

مؤلفاته الأخرى

  • محاضرات عن دروس الأصول، الأرباح المحرمة والبيع للإمام الخميني مع هوامش من الإمام الخميني
  • محاضرات كتاب الصوم والصلاة للمحقق داماد؛ قام محمد مؤمن بكتابة محاضرات كتاب الصلاة بناءً على اقتراح من محقق داماد
  • تسديد الأصول؛ الدورة الكاملة لمبادئ التفكير
  • كلمات سديدة؛ 10 رسائل فقهية في المسائل الحديثة
  • الفقه وأحكام الطب
  • هوامش الأسفار وشواهد الربوبية

 

الوفاة

بعد ما عانى الشيخ مؤمن من مرض لفترة من الزمن توفي 21 شباط عام 2019م في إحدى مستشفيات طهران، وشيّع جثمانه يوم السبت في 23 شباط وبعد أن أقام صلاة الميت عليه بإمامة آية الله سبحاني، ودفن في حرم السيدة المعصومة (ع).

بعد وفاة هذا العالم الورع، أقيمت له العديد من مجالس الترحيم، منها مجلس ترحيم لآية الله الخامنئي قائد الثورة الإسلامية الإيرانية في المسجد الأعظم بقم بحضور شخصيات دينية وحوزوية بارزة وممثلين عن مراجع التقليد العظام. وأُعلن الحداد العام في مدينة قم، كما تم تعطيل دروس الحوزة  في هذه المدينة. بالإضافة إلى ذلك أصدرت شخصيات سياسية ودينية وكذلك مسؤولون بارزون في الجمهورية الإسلامية الإيرانية رسائل تعزية منفصلة، وقد أصدر آية الله الخامنئي بيان تعزية جاء في جزء منها:

"تلقّينا ببالغ الأسى والأسف نبأ وفاة العالم الربّاني والفقيه التقي والورع آية الله الحاج الشيخ محمّد مؤمن القمّي رفع الله درجاته، والتي أحدثت وفاته ثلمة في الحوزة العلمية. الدرجات العلمية المتقدّمة، وتربية الطلّاب الحذقين، إضافة إلى التقوى والإخلاص لهذا العالم الكبير، وكذلك وفاءه والتزامه الثوري والاجتماعي جعلت منه شخصية فذّة جامعة للفضائل. فالماضي الجهادي لهذه الشخصية العلمائية هي سابقة لعهد الثورة، ولم يضمر عطاءه على مدى الأربعين عاماً من عمر الثورة الإسلامية، علاوة على ذلك كان لفترات متوالية أحد الأركان المهمّة لمجلس صيانة الدستور".

 

المجمع العالمي لأهل البيت (علیهم السلام)

المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.

أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.

قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.

  • ایران - تهران - بلوارکشاورز - نبش خیابان قدس - پلاک 246
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

اتصل بنا

موضوع
البريد الإلكتروني
الرسالة
3*9=? قانون الضمان