آية الله الشيخ محمد حسين شيخ زاده (1931- 2008م) من العلماء المجاهدين وفعال سياسي من أفغانستان. خاض معارك الجهاد في سبيل استقلال بلاده وخلاصه من يد الشيوعية، وقد تحمل الأذى والعناء من أجل ذلك حتى أنه فقد اثنان من أعزته (ابنه وأخوه) في هذا الطريق المقدس، وقضى سنوات عديدة من عمره بعيدا عن وطنه مغتربا.
كان الفقيد خريج الحوزة العلمية من كابول والنجف الأشرف، وقدم خدماته التبليغية في مناطق مختلفة كقراباغ غزنة، وبهسود، وكابول، وكان والده أيضا الشيخ عزيز الله الغزنوي من علماء الدين ومن مدرسي الهزارة.
كان رحم الله عضوا في المجلس الشورى المركزي لهيئة علماء الشيعة، والجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام). توفي عام 2008 في العاصمة كابول في أفغانستان.
الدراسة
سافر شيخ زاده إلى النجف مع والده وهو في الثامنة من عمره عام 1939م، وتلقى الدروس الحوزية من والده والمدرس الأفغاني وأساتذة آخرين، وفي عام 1950م رجع إلى قراباغ غزنة، مسقط رأس والده. وفي قراباغ أكمل محمد حسين دراسته، في نفس الوقت الذي كان يمارس فيه نشاطه الاجتماعي والديني، كما حضر لبعض الوقت دروس والده الخاصة.
الأنشطة
فيما يلي بعض أنشطة محمد حسين شيخ زاده:
ذهب شيخ زاده إلى النجف عام 1978م، والتقى هناك بآية الله الخميني. وخلال هذا اللقاء، شجعه الإمام الخميني على العودة، فعاد إلى كابول.
الهجرة إلى إيران
مع انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية في نهاية عام 1978م، واشتداد قمع الحكومة الشيوعية لعلماء أفغانستان، جاء شيخ زاده من هرات إلى إيران، والتقى بالإمام الخميني في مدرسة علوي وثم كان لديه لقاء معه في قم.
أسس شيخ زاده جماعة "طلوع الحق" بقم في خريف عام 1979م، ثم أسس فيما بعد "حزب الدعوة الإسلامية" مع عدد من رجال الدين المتشابهين معه في الفكر، مثل رمضان علي محقق أفشار، ونور أحمد تقدسي. في عام 1983م، انضم إلى هذا الحزب أعضاء منظمة فلاح الإسلامية، وفي عام 1986م، غالبية حزب الرعد الإسلامي، وفي عام 1987م انضم إلى الحزب فرع من مجموعة النهضة الإسلامية وتغير اسمه إلى "حزب دعوة الاتحاد الإسلامية في أفغانستان"، ثم تم حل الحزب في صيف عام 1989م، وانضم أعضاؤه إلى حزب الوحدة الإسلامية في أفغانستان.
في عام 1980م، تم اختطاف شقيقه الشيخ حسن آيتي، ونجله الدكتور محمد رسول آيتي في هرات وكابول، وتم إعدامهم من قبل الحكومة الشيوعية.
الحضور في حزب الوحدة الإسلامية
منذ بداية حل حزب الدعوة والانضمام إلى حزب الوحدة الإسلامية، أصبح شيخ زاده عضوًا في المجلس المركزي ثم عضوًا في مجلس الشورى الأعلى وكان لفترة في إيران مسؤولاً عن الهيئة القضائية لحزب الوحدة. ثم رجع إلى كابول مع أعضاء هذا الحزب عام 1992م، وحتى نهاية عام 1994م، عندما أطيح بمقراتهم بهجوم مشترك من قبل أحمد شاه مسعود وطالبان، فنشغل في النشاط السياسي ومرافقة الشيعة.
وقد سافر عدة مرات إلى المدن الشيعية كمزار الشريف وباميان وغزنة، وبذل جهوداً كبيرة في الشؤون القضائية ولجنة الإصلاح.
وبعد عودته إلى إيران، تحدث وفي خطابات متعددة عن مقاومة حزب الوحدة الإسلامية والجرائم التي حدثت ضد شيعة كابول. ومع سقوط حكومة طالبان الأولى (خريف 2001م)، عاد شيخ زاده إلى كابول لينشغل في صلاة الجماعة وإلقاء المحاضرات، وكان عضوا في المجلس المركزي لهيئة علماء الشيعة، وكذلك عضوا في الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام).
وفاته
سافر آية الله محمد حسين شيخ زاده إلى إيران للعلاج عن عمر يناهز 83 عامًا، وبعد عام من المرض توفي في مدينة قم المقدسة في 31 مايو سنة 2008م، ودفن في مقبرة البقيع بنفس المدينة.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.