العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي

الجمعة, 26 آب/أغسطس 2022

العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي (1945 – 2019م) عالم دين لبناني، وخبير في تاريخ الإسلام والتشيع، ولعب دورا كبيرا في ترويج ونشر معارف مدرسة أهل البيت(ع)، حيث دافع عن حريم المعصومين عليهم السلام، وذلك عن طريق تأليف كتب قيمة في مجال التاريخ وسيرة أهل البيت(ع)، فكان يزيل الشبهات التي تثار في مجامع التفكير التابعة لأعداء أهل البيت(ع)، ويفضحهم، ويظهر الحقيقه للجميع.

ترك هذا الباحث العظيم لمدرسة أهل البيت(ع) مؤلفات قيمة، وقد تُرجم العديد منها إلى مختلف اللغات، وإحدى هذه المؤلفات القيمة كتاب "الصحيح من سيرة النبي الأعظم"، الذي نشر في 35 مجلدا.

يعدّ الأستاذ جعفر مرتضى العاملي أحد العناصر المؤثرة في إحياء تاريخ الإسلام والتشيع في الحوزات العلمية الشيعية، حتى  يمكن القول بأن البحث والدراسة في هذه المجالات من دون مراجعة آثار السيد جعفر مرتضى تبقي ناقصة وبتراء.

العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي

حياته

ولد السيد جعفر مرتضى العاملي في 25 صفر سنة 1364هـ، في قرية عيتا الجبل التي تبعد 110 كلم عن بيروت. وينتهي نسب أسرته إلى "الحسين ذو الدمعة" ابن زيد بن علي بن الحسين (ع). وكان في عائلته الكثير من العلماء، أحدهم السيد حيدر الذي كان صاحب مدرسة في جبل عامل، حيث درس السيد محسن أمين (صاحب أعيان الشيعة) فيها. اسم والد العلامة السيد جعفر مرتضى السيد مصطفى، وعلى الرغم من أنه لم يكن رجل معمم؛ إلا أنه كان من أهل العلم، ووفق تعبير أهالي المنطقة أنه (عصامي) وكان عمله التعليم. كما للسيد مصطفى مؤلفات منها: "شرح دعاء الافتتاح".

الدراسة

بدأ السيد جعفر دراسته بشكل غير رسمي على يد والده السيد مصطفى الذي كان معلماً، وفي عام 1382 هـ، ذهب إلى النجف أشرف لدراسة العلوم الدينية، وحضر الدرس في "مدرسة البروجردي الصغير" لبعض الوقت، ثم التحق "بجامعة النجف الأشرف" التي كانت تحت إشراف آية الله كلانتر.

درس في النجف لمدة ست سنوات (1382 ــ 1388 هـ)، وتزوج في عام 1384 هـ، وفي نفس العام قام بتحقيق ونشر رسالة (الألغاز) لابن هشام النحوي، والتي أظهرت اتقانه للأدب العربي، كما تشير إلى أنه بدأ الكتابة في سن مبكرة.

ثم قرر العلامة السيد جعفر مرتضى الهجرة إلى قم عام 1388 هـ لإكمال دراسته في حوزتها، وذكر أنه من خلال السيد عبد الله السيد شرف الدين، تعرّف جعفر مرتضى على حلقات درس آية الله السيد مهدي روحاني، وآذري القمي، وأحمدي الميانجي، وآية الله مير محمدي في مدرسة خان، وشارك في دروس مير محمدي، وموسى الشبيري الزنجاني، والعلامة فاني، والحائري، والميرزا هاشم الآملي. وأثناء دراسته قدم أبحاثا وتحقيقات حول القضايا التاريخية والأيديولوجية للشيعة، وقد نشر كاتب لبناني مقالات تُسيء إلى الإمام الرضا (عليه السلام)، فكتب العلامة السيد جعفر مقالات رداً على ذلك في مجلة الهادي الصادرة عن مؤسسة دار التبليغ، وتم نشرها في ذلك الوقت، ونُشرت هذه المقالات لاحقًا على شكل كتاب مستقل تحت عنوان الحياة السياسية للإمام الرضا (عليه السلام).

الأنشطة العلمية والاجتماعية

من بين الأنشطة الهامة التي قام بها جعفر مرتضى خلال إقامته في قم، يمكن أن نذكر منها: التحقيق في مجال التاريخ الشيعي والعقائد الشيعية، وإنشاء "المنتدى" أو (المدرسة العلمية لطلاب منطقة جبل العامل)، وتدريس طلبة الماجستير في جامعة تربية المدرس.

في نفس السنوات التي كان يُدرس فيها، لم يهمل أيضاً تقديم المشورة البحثية وخلق الظروف المناسبة للطلاب اللبنانيين. خلال 25 عاماً من إقامته في قم، قام جعفر مرتضى العاملي بدعم وتربيت الطلاب اللبنانيين، وإذا لزم الأمر قام بدعم أيديولوجية الثورة الإسلامية، وبحث قضايا الحكومة على أساس سيرة أهل البيت.

اهتم الأستاذ جعفر مرتضى في الأبحاث والكتابات التي لم يتم النظر فيها، أو لم يتم إجراؤها بطريقة علمية وموثقة، ودفعه بحثه في موضوع (حديث الإفك) إلى الدخول في موضوع السيرة النبوية، وبالتدريج إلى تدوين كتاب (الصحيح من سيرة النبي الأعظم).

عاد جعفر مرتضى العاملي إلى لبنان بعد 25 عاماً من الإقامة في قم عام 1993م، وبقي في لبنان إلى آخر يوم من حياته، واستقر العاملي في لبنان في أواخر عام 1993م، وواصل جهوده العلمية والبحثية والتعليمية في ضاحية بيروت، التي كانت آنذاك تحت الاحتلال الإسرائيلي. خلال هذه السنوات، بالإضافة إلى البحث في التاريخ وإنشاء مركز للأبحاث في بيروت، قام بتنظيم لقاءات وندوات مختلفة للشباب اللبنانيين الشيعة، وبالتالي خلق جيلاً من النشطاء الدينيين بين الشيعة اللبنانيين. ومن أعماله الأخرى في طريق تعليم أصول العقيدة، تأسيس مدرسة دينية في بيروت عام 1998م، ومن بين نشاطاته المهمة خلال السنوات التي قضاها في لبنان الدفاع عن الإمامة والولاية وجهوده المستمرة للرد على الشبهات العقائدية.

أسلوبه في المؤلفات التاريخية

يُعتبر السيد جعفر مرتضى أحد المؤرخين الشيعة في مجال تاريخ صدر الإسلام، وأحد العوامل الرئيسية في إحياء التاريخ في الحوزات العلمية، وتتميز مؤلفاته التاريخية بعدة ميزات:

* النظرة الاجتهادية عند التحقيق في التاريخ

* استخدام التاريخ للدفاع عن المباني الكلامية عند الشيعة، ونقد المباني الكلامية عند أهل السنة

* التتبع الواسع

* التقييم الدقيق

* التأصيل الذكي للحوادث التاريخية

* التصريح بالروايات الموضوعة والمحرّفة

* التشهير بالمخادعين في كتابة المصادر التاريخية

* المعرفة الواسعة والعميقة بالمصادر التاريخية

* سلاسة القلم وتبويب المعلومات في كتبه

* جميع مؤلفاته كتبها بيده ولا يحررها له أحد.

مؤلفاته

كتب السيد جعفر مرتضى عن تاريخ الإسلام والشيعة وسيرة أهل البيت، ومعتقدات الشيعة، وقد عرض مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية (نور) بعرض تأليفاته ضمن برنامج إلكتروني في 26 صفر عام 1435هـ، ومن أهم تأليفاته كتاب (الصحيح من سيرة النبي الأعظم) في السيرة النبوية وتاريخ الاسلام، وذلك في 35 مجلداً. وله مؤلفات أخرى، منها:

* مأساة الزهراء عليها السلام

* الصحيح من سيرة الإمام علي (ع)

* أبو ذر لا اشتراكية.. ولا مزدكية

* أفلا تذكرون (حوارات في الدين والعقيدة)

* الحياة السياسية للإمام الجواد (عليه السلام)

* الحياة السياسية للإمام الحسن (عليه السلام)

* ظلامة أبي طالب عليه السلام (تاريخ ونقد)

* علي (عليه السلام) والخوارج (تاريخ ودراسة)

* الغدير والمعارضون، أو عواصف على ضفاف الغدير

* كربلاء فوق الشبهات (حديث عن التشكيك والمشككين)

* مراسم عاشوراء (شبهات وردود)

وفاته

توفي السيد جعفر مرتضى في 27 اكتوبر سنة 2019م، الموافق 27 صفر سنة 1441 هـ في أحد مستشفيات بيروت، ودفن في مسقط رأسه في منطقة جبل عامل.

بيان تعزية قائد الثورة الإسلامي الإمام الخامنئي

بعد رحيل العلامة سيد جعفر مرتضى، بعث قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي برقية تعزية في وفاة هذا العالم الدؤوب، وكان نص البيان كما يلي:

بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم

 

تأبينه

أقام مكتب قائد الثورة الإسلامية ، يوم 31 نوفمبر سنة 2019م، مجلس تأبين، وذلك تكريما لمكانة العلامة السيد جعفر مرتضى وخدماته القيمة، وذلك في حرم السيدة معصومة (ع) وبحضور مراجع التقليد وعلماء الحوزة العلمية في قم وعامة الناس.

كما تم عقد مجلس في مسجد النور بطهران بحضور مجموعة من العلماء ورجال الدين والشخصيات السياسية والعسكرية الإيرانية. وألقى الكلمة في هذا المجلس حجة الإسلام والمسلمين السيد أبو الحسن نواب، عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام).

 

 

۱۳۶۴هـ

الولادة في قرية عيتا الجبل، بيروت

1382هـ

الهجرة إلى النجف لتلقي العلوم الدينية

 

۱۳۸۴هـ

التحقيق في رسالة «الألغاز» لابن هشام النحوى وطبعها

 ۱۳۸۸هـ

الهجرة إلى قم لمواصلة دراساته الدينية

۱۹۹۳م

العودة إلى لبنان

1998م

تأسيس مدرسة علمية في بيروت

1435هـ

عرض تأليفاته ضمن برنامج إلكتروني من قبل مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية (نور)

۱۴۴۱هـ

الوفاة في بيروت

 

المجمع العالمي لأهل البيت (علیهم السلام)

المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.

أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.

قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.

  • ایران - تهران - بلوارکشاورز - نبش خیابان قدس - پلاک 246
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

اتصل بنا

موضوع
البريد الإلكتروني
الرسالة
8-4=? قانون الضمان