الأستاذ لويجي دي مارتينو

الجمعة, 26 آب/أغسطس 2022

الأستاذ لويجي دي مارتينو (1937 – 2019م)، الشهير بـ"أبو الشيعة" في إيطاليا، معلم إيطالي. كان مسيحيا، واعتنق الإسلام بعد سنوات من البحث والدراسة حول الدين الإسلامي، واختار مذهب التشيع الحق، وسمّى نفسه عمار. وبعد اعتناقه للإسلام بذل كل جهوده في سبيل ترويج التعاليم المشرقة والأصيلة لهذا الدين السماوي في إيطاليا، ولعب دورا مهما في تعريف مدرسة أهل البيت(ع) للإيطاليين.

كان عمار دي مارتينو عضوا في المجمع العالمي لأهل البيت(ع)، وقد أسس "جمعية أهل البيت الإسلامية" وهي أول مركز شيعي في إيطاليا، ونتيجة للنشاطاته وجهوده اعتنق الكثير من الإيطاليين مذهب التشيع، ومدرسة أهل البيت(ع).

كان دي مارتينو من محبّي الإمام الخميني (ره)، ويؤيد دائما نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

نبذة عن حياته

ولد لوئيجي دي مارتينو عام 1937م في إيطاليا. كان في بداية شبابه واعظا إنجيليا، لكن بما أنّ الوعاظ الإنجيليين كانوا مؤيدين لنمط الحياة الأمريكي، أعرض لوئيجي عنهم، وأصبح من الناقدين للرأسمالية والشيوعية، وانجذب إلى رجل يقود ثورة باسم الله وهو الإمام الخميني (قدس سره).

كان لوئيجي من أفضل المعلمين في مدينة نابولى الإيطالية، واختار الإسلام الشيعي عام 1983م؛ وذلك بعد دراسات ومطالعات مكثفة، واختار لنفسه اسم عمار، كما أسلمت زوجته "نه رئه آ دي مارتينو" واختارت لنفسها اسم "سمية".

كان عمار أول رجل إيطالي يعتنق مذهب التشيع، وانْكَبَّ على معرفة الإسلام والتشيع. ويعرف اليوم بـ"أبو الشيعة في إيطاليا"... وكان لعمار ابنان وبنت واحدة، فاختارت بنته وأحد ابنيه الإسلام؛ وذلك بإرادتهما ومن دون أي إكراه، ولهما أنشطة فعالة في المجالات الإسلامية، فابنه يعمل في المركز الإسلامي في لندن (إنجلترا)، وبنته واصلت نهج أبيها في نابولي، كما أنّ حفيده من بنته (وهو في 15 أو 16 من عمره) أيضا اعتنق الإسلام وله نشاطات دينية متنوعة، مثل تعليم الصلاة عبر تويتر وسائر وسائل التواصل الاجتماعي .

لوييجي عمار دمارتينو رجل محبوب ومشهور بين الشيعة في إيطاليا كما له الصيت الحسن بين أهل السنة أيضاً، ويعرفه الجميع باسمه الإسلامي يعني عمار، وتعرّف الكثير من الشباب في إيطاليا بواسطته على الإسلام وأسلموا، حيث كان لكلماته نفوذ وتأثير في قلوبهم، رغم أنه لم يدرس في الحوزة ولا في الجامعة، وعن سبب اعتناقه للإسلام يقول عمار في حوار صحفي: "كنت مسيحيا بروتستانتيا وكنت راسخا في عقيدتي ومن دأبي موعظة الآخرين، إلا أنني في فترة خاصة تركت هذا الأسلوب، وأخذت أطالع في آثار جوليوس إيبولا، وريني غينون، فجرّتني هذه المطالعات إلى عالم السياسة، حيث أصبحت أشعر بأنني اقتربت من أحدى الجماعات اليمينية التي لها ممثّل في البرلمان، وكنت أذهب أحيانا مع أصدقائي إلى جبال الألب نتحدث عن التصرفات القبيحة والخاطئة داخل المجتمع، لكن عندما نرجع إلى المدينة أجد أننا نحن أيضا نتصرف بمثلها أو أسوأ منها. في حينها وجدت فجأة أن جميع المؤلفين لكتبي المفضّلة اعتنقوا الإسلام، وتزامن ذلك مع بدايات الثورة الإسلامية في إيران، فانجذبت إليها؛ لأنها قامت باسم الله وعلى أساس معنوي، بدلاً عن اعتماده على الماركسية...

وعن طريق المركز الثقافي الصغير الذي أنشأتها في نابولى بدأت بالاتصال مع المسلمين، وفي عام 1983م قرأت كتابا لهنري كوربان عنوانه الإمام الغائب، وفي وقتها تعرفت على بعض الطلاب الإيرانيين، وهذا الكتاب أزاح الستار عن عيوني، فاعتنقت مذهب التشيع".

فيمكن أن نعرف من خلال كلمات لوئيجي عمار بعض أهمّ العناصر المؤثرة في الطريقة التي قطعها المستبصرون حتي وصلوا إلى الإسلام، ومن النقاط الملفتة في هذا المجال هي أن لوئيجي عمار تعرّف على الإسلام عن طريق مطالعة آثار بعض الكتّاب كجوليوس إيبولا وريني غينون، الذين يعدّون من جملة المفكرين التقليديين، ويميلون إلى الدراسات العرفانية التي تشتمل على أسرار ورموز، وقد اعتنق الإسلام كل واحد منهم في فترة خاصة من حياته (إلا أنه لا يوجد دليل يعتمد عليه لإسلام إيبولا). وكان كثير من الموافقين فكرياً مع اليمينيين يعجبون بمطالعة هذه الكتابات، خصوصا ما کتبه غينون، فإن كثيرا من الإيطاليين الذين اعتنقوا الإسلام يعتبرون غينون وآثاره عاملا رئيسيا في اعتناقهم للإسلام.

فإحدى الظواهر الشائعة بين الإيطاليين اليمينيين الذين التحقوا بالإسلام هي الإقبال على دين عرفاني له طابع سياسي.

ويظهر من إحدى محاضرات دي مارتينو والتي ألقاها في احتفال بمناسبة ذكرى ميلاد السيدة فاطمة (ع) وهو في بداية العشرين من عمره، إن اعتناقه للإسلام كان على أثر قرائة كتابات غينون التي تحدى فيها العالم الحديث بسبب وجود الفساد وزوال القيم الإنسانية.

ومن النقاط المهمة والملفتة للنظر عن عمار دي مارتينو الذي يعدّ من روّاد الحركة الشيعية المعاصرة في إيطاليا هي أنه كان من عشّاق الإمام الخميني والثورة‌ الإسلامية، وكان يدافع دائما عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فمثلا بعد استشهاد العلماء النوويين الإيرانيين اتخذ موقفا صارماً ضد أمريكا والكيان الصهيوني، وندّد بعملية اغتيال العلماء الإيرانيين.

كان عمار دي مارتينو مؤسس أول مركز شيعي في إيطاليا اسمه رابطة أهل البيت الإسلامية (بالإيطالية: Associazione Ahl-el-Bayt في مدينة نابولي، والتي ما إن لبثت حتى تحوّلت إلى أهمّ مركز للدراسات الشيعية في إيطاليا، ومن نشاطات عمار إصدار مجلة "الإسلام الأصيل" باللغة الإيطالية التي أصدر العدد الأول منها في شهر رمضان، وفي البداية كانت لها صفحتان فقط، ولكن بعد سبع سنوات تحولت إلى مجلة تُطبع أربع مرات في السنة، والجدير بالذكر أنها أصبحت نشرة رسمية لمؤسسة أهل البيت الإسلامية في إيطاليا، وهي المؤسسة الدولية الوحيدة للدراسات الشيعية التي لها فرع في نابولي.

وكانت هذه النشرة التي تصدر على نفقة عمار الشخصية، ولها دور كبير في نشر التعاليم الشيعية، حيث عرّفت الكثیر من الإيطاليين على الدين الإسلامي ومدرسة أهل البيت (ع).

کان عمار دي مارتينو يعمل لأجل الإسلام ليل نهار، وبمختلف الوسائل، كالتليفون والرسالة وإصدار المجلة وإجراء المقابلات وغيرها، وكان بيته محل اجتماع المسلمين، وكان الإيرانيون واللبنانيون والمسلمون من بلدان أخرى يتردّدون إلى بيته، وإذا لم يجدوا مكانا يقيمون فيه كان عمار يعطيهم محلاً مؤقتا للسكن. ومن هنا أصبح اسم عمار دي مارتينو مشهورا في إيطاليا، بحيث يعرفه الكثیر.

قام عمار ولعدة مرات بحجز الفندق على نفقته الشخصية في المدن الصغيرة والرخيصة، ليقيم فيها البرامج والمراسيم الدينية والمذهبية، مثل أيام عاشوراء وتاسوعاء وميلاد السيدة فاطمة، واللافت للنظر أنّه كان إلى جانب الشيعة يدعو أهل السنة وحتى غير المسلمين للحضور في هذه المراسيم، ولم يبذل أحدٌ جهودا بقدر جهوده لأجل التعريف بالإسلام والشيعة، فمن خلال أنشطته العلمية والثقافية والتبليغية طوال ثلاثين عاما لعب عمار دورا كبيرا في نشر الإسلام بين الإيطاليين الأصليين، وكان عمار عضوا في المجمع العالمي لأهل البيت (ع).

وفاته

توفي عمار دي مارتينو يوم الجمعة 20 ديسمبر عام 2019م عن عمر ناهز 81 عاما.

المجمع العالمي لأهل البيت (علیهم السلام)

المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.

أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.

قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.

  • ایران - تهران - بلوارکشاورز - نبش خیابان قدس - پلاک 246
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

اتصل بنا

موضوع
البريد الإلكتروني
الرسالة
6+8=? قانون الضمان